كيف  كانت التجارة في الكويت قديماً؟

يعتبر الموقع الجغرافي لدولة الكويت من أكثر المواقع الجغرافية تميزاً في الوطن العربي، وبالتالي نجد أن الموقع الجغرافي لدولة الكويت يتمتع بفوائد عديدة  حيث أتاح لذويها استغلال هذا الموقع الاستراتيجي استغلالاً حكيماً عاد بالنفع على جميع المواطنين الكويتيين بما في ذلك البلدان المجاورة .

حيث كان ميناء الكويت يمد البلدان المجاورة لفترة طويلة من الزمن بالعديد من الأشياء التي تحتاجها من السلع المختلفة، كما كان الميناء يوفر العديد من فرص العمل  في المجال البحري حينها للأشخاص من الدول المجاورة لها .

وبالتالي هذا الوضع التجاري الممتاز ساهم في ازدهار الاقتصاد الكويتي فأصبحت الكويت حينها ملتقى للتجار من مختلف دول العالم ، حيث عرفوا تجار الكويت قديماً بالسمعة الطيبة والمعاملة الحسنة والأمانة والإخلاص والجودة في العمل  وهذه الصفات هي رأس المال الحقيقي.

ومن الجدير بالذكر أن  تجار الكويت قديماً ساهموا  في دعم الاقتصاد وذلك في القرنين الثامن والتاسع عشر، حيث كان في السابق يصدر إلى دولة الكويت الطعام من العراق وبعض الأشياء من الهند ، ثم بعدها تغيرت الأحوال وأصبحت الكويت تعتمد بشكل كبير على  دولة الهند في شراء الأخشاب بمختلف أنواعها والألبسة  والبهارات وبالإضافة إلى الاعتماد الكبير على أرز رانقون وذلك بسبب سعره الرخيص آنذاك.

وفي سياق هذا نذكر أن من أهم التجار في الكويت قديما الذين ساهموا في دعم الاقتصاد من عائلات آل ابراهيم و آل فريح و قد ذاع صيت الخضير و الحميضي و غيرهم.

أما فيما يتعلق بتجارة اللؤلؤ  في الكويت قديما فكان الذي يعمل في هذه التجارة يسمى قديماً  طواشاً وكان عدد هؤلاء التجار كبيراً حينها ، وفي أوائل القرن الثالث عشر هجري  كان من أشهر تجار اللؤلؤ هو الشيخ أحمد بن رزق ، هذا الرجل كان صاحب مكانة مرموقة في زمنه عند الأمراء ورجال الحكومة العثمانية  وكان أيضاً رجل ذو صفات حميدة حيث كان يتحلى بالكرم والأخلاق العالية.

وفي كتاب يعود لمعتمد العثمانية في بغداد سنة 1219 هجرية ذكر أن معتمد الحكومة طلب من الشيخ أحمد بن رزق أن يجلب له أخشاباً من المليبار لأن الشيخ أحمد كان لديه بعض السفن المخصصة لنقل الأخشاب من المليبار في ذلك الوقت .

وبعدها ظهر أيضاً أشخاص اشتهر بعضهم بتجارة اللؤلؤ و منهم محمد بن علي بن موسىبن عصفور من اهم تجار اللؤلؤ في الكويت قديما 

و نذكر ايضا من تجار الكويت قديما هلال المطيري هذا  الرجل هو أكبر طواش ليس فقط على مستوى دولة  الكويت بل في الخليج كله، حيث  بلغت ثروته ما يزيد عن سبعة ملايين روبية.

و تميز من تجار الكويت قديما حسين وشملان أولاد علي بن سيف اللذين يعتبرا رجال اعمال في الوقت الحاضر.

و من العائلات التي عملت بالتجارة في الكويت قديما آل خالد الخضير،  وإبراهيم بن مضف.

أما بالنسبة للنوع الآخر للتجارة في الكويت قديما وهي تجارة الخيل فهي من أكثر أنواع التجارة شهرة في ذلك الزمن حيث كان التجار يضعون خيولهم في السفن الشراعية للوصول الى بومبي ، وعندما تصل البواخر إلى البصرة كانوا يقومون بوضع الخيول في المحمرة بالسفن وصولا للبواخر في البصرة ، لكن عندما ازدادت حركة السفن التجارية في دولة الكويت آنذاك أدى ذلك ضعف تجارة الخيول ومن ثم زوالها نهائياً وذلك بسبب ظهور السيارات ، ومن أكثر تجار الخيل شهرة هو يوسف البدر الذي حصل ثروة بقيمة ما يقارب 120.000 ريال  و هذا المبلغ كبير ي تلك الحقبة من الكويت قديما وو قد توفي البدرسنة 1297هجرية .